الغباء الإعلامي للنظام السوري كان أحد المؤشرات الرئيسيه لمجموعه من اصدقاء النظام بالإنفضاض من حوله لإنحطاط مستواه وإعتماده على الأكاذيب منهجاً وتطاوله حتى على أصدقاء النظام سلوكاً ..إذ لا يمكنكم أيها الأعزاء ان تجدوا إعلاماً لدوله يرتكز على عشر معلقين فقط لا نجد بينهم مسؤولاً رسمياً واحداَ نتعرف على شخصيته في أجهزة إعلامهم المشحون بالنفاق والكذب والفجور. عشرة إعلاميين ونسميهم إعلاميين تجاوزاً ..يلهثون وراء الأقنيه الفضائيه ليتحفوا المشاهد بقصص مكرره صادره عن مخابرات النظام كلٌ منهم يتفنن في إلقائها بطريقته على أمل ان تغمز صنارته بصيد ثمين يجذبه لوجهة نظره فلا يجد الا إستهزاءاً وصدوداً من مشاهديه عن عروض كوميديه تكاد تنافس مهرجين في سيرك محترف ..أعزائي أجد من المفيد إطلاعكم على نماذج لدفوعات هؤلاء المهرجين عن نظامهم حتى يتمكن الإخوه المحللين والصحفيين العرب من معرفة إي مستوى تافه وصل إليه هذا الإعلام من إنحدار أخلاقي يتطابق تماماً مع السلوكيه الهمجيه للنظام السوري.
مثال ( ١ ) المذيعه: إذا كانت وجهة نظركم صحيحه ,فلماذا لا تدعمونها بالسماح لصحافيين حياديين بالدخول للمناطق الساخنه والتأكد بأنفسهم عما يجري على أرض الواقع.
المعلق (وهو عضو فيما يُسمى بمجلس الشعب ) : الوطن وطني وأنا حر فيه والسماح او عدم السماح هي قضيه سياديه…ولما حاول المعلق المتابعه قاطعت المذيعه خطابه السيادي فقالت له:طيب ياسيدي خبرّنا عن الوضع في درعا..الأقمار الصناعيه رصدت حوالي مائتا دبابه تحيط بمحافظة درعا هل بإمكانك تأكيد الخبر أو نفيه.
المعلق: ياسيدتي كما تعلمين هذه الأقمار التجسسيه تتبع دولاً إستعماريه وتعرفين ما مدى كره الإستعمار للقياده الحكيمه في سوريا..
!المذيعه: ولكن المواطنين شاهدوها وأحصوا عددها.
المعلق: هؤلاء الذين تستشهدين بهم هم أصلاً من المندسين اصحاب مشروع الإمارات الإسلاميه…
المذيعه: طيب ياسيدي..ما رأيك بالأقمار الصناعيه الروسيه الصديقه للنظام السوري التي أكدت الخبر..
المعلق: روسيا حره ولانفرض عليها أجنداتنا…(يا سلام في اروع من هكذا إجابات) ولكن مأساة إعلام النظام تكمن في الإجابه التاليه.
مثال( ٢ ) المذيعه: منظمات حقوقيه تتكلم وتدعم كلامها عن إكتشاف مقبرتين جماعيتين لحوالي ثلاثين جثه لرجال ونساء واطفال في جنوب درعا فما هو ردكم على ذلك.
المعلق: هذا كذب فاضح من أعداء الوطن..وكل ما في الأمر أن لغماً كبيراً زرعته إسرائيل في حرب ١٩٧٣ إنفجر فجأة لأسباب مجهوله مما ولّد حفرة كبيره إستغلها السلفيون ليوهموا الرأي العام بأنها مقبره جماعيه….بالمناسبه وزارة الداخليه إعترفت بالمقبره الجماعيه..ولكنها نسبت ضحاياها إلى المتضامنين مع النظام
أعزائي القراء ..وهذا صحفي آخر هو من أفضل صحفيي النظام السوري يشغل وظيفة إستاذ علوم سياسيه في جامعة دمشق كان الله في عون طلابه . إليكم نموذجاً عن إجاباته
مثال( ٣ ) المذيع: الأخبار والشواهد والصور واليوتوب تؤكد محاصرة الدبابات لمدينة تلكلخ قرب الحدود اللبنانيه وأن إطلاق الرصاص لم ينقطع على مدار اربع وعشرين ساعه وأن هناك أكثرمن عشرين قتيلاً ذهب ضحية ذلك ..فما هو تعليقك؟
المعلق: ياسيدي لاتصدق كل ما يقال فالمروجين للدعايات الكاذبه كثر..كل ما في الأمر أن منطقة تلكلخ هي منطقة تهريب وأهل المدينه يعلمون ذلك وهم متعودون على سماع صوت الرصاص فالقضيه طبيعيه ولكن بعض الوسائل الإعلاميه تجعل من الحبه قبه
اعزائي القراء المثال الرابع هو قمة الأمثله عن طريق مجلة الوطن السوريه عن تصريح للرئيس بشار الأسد قال فيه: نعم لقد إرتكب رجال المخابرات والجيش بعض الأخطاء الصغيره وأننا نعتذر عنها..وهذا يعود إلى إفتقار بعضهم إلى الخبره بالتعامل مع المواطنين ..وسيعاد تأهيل ٤٠٠٠ عنصر منهم قريباً.
أعزائي القراء..
إلى هذه الدرجه من التدني السلوكي وصل إليه الإعلام الرسمي السوري ..وإلى هذه الدرجه من التدني وصل هذا الإعلام بالإستخفاف بالصحافيين والمحللين والسياسيين العرب والأجانب حتى أن الرئيس بشار الأسد يزاود بتصريح لا يقل مهزلة عن تصاريح أزلامه .
فيا سيدي الرئيس هل مؤسساتكم الأمنيه والتي أشادها والدكم والتي بلغ عمرها حوالي نصف قرن مازالت تفتقر إلى الخبره؟ ! علماً أنها خاضت عدة حروب داخليه ضد الشعب السوري اهمها قتلها وذبحها لثلاثين ألف مواطن من حماة الجريحه ,فهل قلة خبرة أجهزتكم الأمنيه مرده إلى أنها لم تقتل سوى الفاً ولم تعتقل سوى عشرة الآف مواطن ولم يُكتشف لها سوى مقبرتين جماعيتين حتى الآن ؟ !وهل قلة خبرة أجهزتكم الأمنيه مرده إلى أن الفرقه الرابعه والمنبثقه عن وحدات سرايا الدفاع المؤسسه في عهد والدكم والتي يقودها شقيقكم اليوم لم تتمكن من محاصرة سوى اربع مدن بينما المفروض ان تحاصر كل مدن السوريه وقراها في آن واحد حتى تكون مكتملة الخبره! ؟
أعزائي القراء..
ماقدمته لكم لا يعدو عن كونه جانب صغير جداً من مأساة شعب عظيم مُنتج قتلوا طموحه في ليلة حالكة السواد ..في جيناته يعيش الوطن لايملك الحقد على أحد رغم تغييبه اربعين عاماً من قبل فئة صغيره عن إدارة شؤون وطنه..متخذين من صمودهم الزائف وسيلتهم لذلك..واليوم حيث "لم يعد في قوس الصبر منزع" ثار الشعب ثورة أبية لاعودة عنها فلم يعد يخيفه دبابات ماهر ولا مخابرات آصف ولا شبيحة رستم وسيأخذ حقه من مغتصبيه قريباً ..عندها يتحقق لهذا الوطن بجداره عيد إستقلاله الثاني.
مع تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق