بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

عقلية نظام الاسد

عقلية نظام الأسد!!
بقلم : د. حسين المناصرة
ما يجري في سوريا اليوم من مجازر بشعة، يرتكبها نظام الأسد المجرم، يؤكد حقيقة وحيدة: وهي أنّ عقلية نظام الأسد من مبدئها إلى منتهاها هي عقلية المحتل أو المستعمر. وهذا ليس غريباً عن هذا النظام الطائفي، الذي استولى على مقاليد الأمور في سوريا من خلال التآمر مع الصهاينة، والعمالة مع الاستعمار… وتصفية الوطنيين الشرفاء، وإطلاق اليد الطولى للانتهازيين والفاسدين في التلاعب بخيرات البلد وطاقاته، وممارسة التنكيل بالناس وإذلالهم!!
إن عقلية نظام الأسد تبدو كأنها تتوكأ على عصا المثل الدارج "عليّ وعلى أعدائي"، ما يؤكد أنها عقلية " نيرونية" (نيرون الذي حرق روما)، وهي تسعى إلى حرق سورياً وشعبها؛ من أجل أن يُحْضِرَ النظام أناساً آخرين "طائفيين" من البلاد المجاورة؛ لإحلالهم مكان الشعب السوري الثائر… فهذه العقلية التي تحاول أن تنشئ الفتنة الطائفية وتركبها، هي عقلية مؤسِّسَة للإجرام في المنطقة كلها؛ هذا ما يظهر تحديداً من التهديدات الصادرة من حكمة "بروتوكولات حكماء صهيون"، عن مشروعية إبادة الشعوب؛ لمصلحة أساطير وخرافات الشعب المختار أو الطائفة المختارة.
تكشف عقلية "بثينة شعبان" أو "وليد المعلم" أو "المفتي حسون" عن عقلية نظام فاسد، ليس مجرماً في مستوى القتل والأسر والتدمير، ونشر قطعان من الشبيحة والأمن وبعض أفراد الجيش لممارسة الجرائم كلها في سوريا فحسب، وإنما في لغة التحدي والكذب في الدفاع عن النظام ، وكأنه سوريا أو شعب سوريا!!
من ذلك أن يهدد المعلم باتخاذ إجراءات مشددة ضد الدول التي تعترف بالمجلس الوطني السوري الانتقالي، ونسي أن ثمانين بالمئة من الشعب السوري يؤيدون هذا المجلس… وفي هذا السياق لا بدّ أن نحيي المجلس الوطني الليبي الانتقالي على مبادرته في الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الانتقالي .
ويهدد المفتي الكذوب أحمد بدر الدين حسون: بأنّ أول قذيفة ستسقط على سوريا أو على لبنان، سينطلق كل واحد من بناتهما وأبنائهما ليكونوا استشهاديين على أرض فلسطين. فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وانتم من ظلمتمونا، على حدّ تعبيره. فهذا الرجل الأفاق، لا يعرف أن ثمانين بالمئة من السوريين في الأقل هم ثائرون الآن، ويريدون إسقاط النظام وإعدام الرئيس وأعوانه، وأن لبنان ذاقت الأمرين من إجرام هذا النظام، وأن فلسطين تشهد أن نظام الأسد كان أحرص نظام على حماية الصهاينة، وأنه لم يطلق رصاصة واحدة كي يحرر الجولان لا فلسطين، وأنه أكبر فتنة شيطانية في بث الانقسام والتشرذم في فلسطين والمنطقة كلها، وأنه نظام صهيوني من تحت الطاولة على أية حال!!
أما المرأة المدللة للنظام، وهي عار كبير على الثقافة والمثقفين (بثينة شعبان)، فهي ما زالت تتحدث بوجهها الداكن، المشبع بالكذب والترهات عن تعرض سوريا لمخططات تستهدف النيل من استقرارها وأمنها ودورها الوطني والقومي عبر بث الأكاذيب وتشويه الحقائق وتمويل عمليات إرهابية تستهدف المواطنين الأبرياء وقوات الجيش والأمن كما يظهر في كذبها، وتؤكد وجود "شاحنات" إصلاحية يتبناها رئيسها الوارث، ستجعل البلد جزيرة من جزر "واق الواق" .
هذه العقلية التي تجرم الآن في سوريا، وتعرف أنها تجرم إلى حد لا يطاق، وتعرف أنّ الذين استحوا ماتوا، وتدرك جيداً أن في سوريا ثورة حقيقية لإسقاط النظام ومحاكمته، وهي متأكدة من سقوط نظامها القمعي الفاشي العنصري المتخلف، ومع ذلك تكذب في تصريحاتها أكاذيب بشعة، وحقيقتها كلها ملخصة في كلام المجرم رامي مخلوف خال بشار الأسد، الذي أكد أنّ استقرار سوريا هو استقرار لإسرائيل… ما يعني أنّ اللعبة لدى النظام المتصهين مكشوفة، والأخطر من ذلك أنّ هذا النظام يركب موجة الطائفية، من خلال تجنيد أبعاد "الطائفية " في سوريا، وإيران، والعراق، ولبنان، وتركيا… لمصلحته في قتل الشعب وحصاره واعتقاله وتدمير منجزاته؛ وهذا ما يفضي به إلى أنه غدا نظام عصابات واحتلالاً واستعماراً لا أكثر ولا أقل، وأنّ المدافعين عن هذا النظام ذوو عقليات إجرامية وظلامية مهما حاولنا أن نبرر لهم ذلك، في سياق الانتهازية أو النفاق أو الخوف من بطش النظام!!
سيسقط نظام الأسد المجرم، وستسقط هذه العقليات التي تبرر لهذا النظام إجرامه؛ لأنها الأخطر والأبشع في ممارسة الإجرام، فالعقلية الإجرامية التي تخطط أبشع ممن يحملون بنادقهم لقتل الناس وتعذيبهم بأمر من هذه العقليات السياسية المجرمة!!ّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق